الإرهاب الموازي والأخطر مقال للشاعر الكبير جمال عبد القادر

الإرهاب الموازي والأخطر
عرف عـن الإرهاب أنـه عـبارة عـن جماعات أو تنظيمات أو أفـراد تقوم بعمل إجرامي ضد دولة أو شعـب أو ضد جماعات مضادة تخالفها الـرأي أو السلوك أو الفكر مدفوعة من دول انتهازية طامعة في أرض وثروات الغير أو دول لها فكر عقائدي تريد بسطه أو فرضه على شعـوب ودول أخرى وكل ذلك من أجل الهيمنة والتحكم في مقدرات تلك الدول والشعوب الضعيفة إما لصغـر حجمها أو لقلة قدرتها الدفاعية ، سمى هـذا الإرهـاب بالإرهـاب الأسـود الـذي يحيط بلادنا من كل اتجاه ، ولكن يوجد إرهاب آخر أكثر خطراً من ذلك الذي نسميه بالإرهاب الأسود وهذا ما نحن بصدد ذكره والتحدث عنه الآن وهو الإرهاب الموازي للإرهاب الأسـود ، وهــو الإرهـاب الأخطـر والأبله والأعـبط في ذات الوقت والذي لا نستطيع مجابهته بأي وسيلة مهما كانت القدرات وهو إرهاب رأس المال العربي الـذي يخرج بمليارات الدولارات مـن أرضنا العربية ومن تحت عباءتنا ومن ثرواتنا ليذهب للدول الاستعمارية الطامعة فينا والتي تدعم إسرائيل عدونا الرئيسي في المقام الأول وترعى الإرهاب الأسود بكل ما تملك وتدعمه من خلال المال المتدفق من منطقتنا العربية المال الذي يتدفق إليهم تحت اسم الاستثمار أو خلافة كل هذه الأموال تنعم بها هذه الدول الاستعمارية الغادرة الطامعة فينا وفي أراضينا وثـرواتنا وأمـوالنا التي تتخذ منها سـلاحاً للفتك بنا وتفتيتنا بل واحتلالنا أيضاً والآن تتخذه أمريكا لضرب دول المنطقة في الصميم مثل ما يدبرونه للسعودية الآن وهذا ما كنا نخشاه فإلى متى تتدفق الأموال العربية التي هي مـلـك الشعوب قبل أي شيء إلى تلك الدول الخبيثة التي تحمل لنا الخبث والكره والمكر والخديعة والطمع ، بـدلاً مـن أن تستثمر هـذه الأمــوال الضخمة في بلادنا العربية لتعـود بالنفع والخير على شعوبها التي تعاني مـن مشاكل كثيرة والأولى بخير وريــع هـذه الأموال ، إلى متى هـذه السذاجة والخيبة التي ترمي بثرواتنا في أحضان أعدائنا الطامعين فينا ونعــود لنستورد منها كل شيء بدلاً من أن نصنع ونخترع وننمي قـدراتنا الاقتصادية والعسكرية لمجابهة من تخول له نفسه التعدي على أرضنا والنيل من قدرتنا وحريتنا واستقرارنا ، أليس هـذا إرهاب أخطر من الإرهاب الـذي نعرفه جميعاً أليس أخطر علينا من غيره وإذا أردنا استرداده لا نستطيع أو لا تسمح لنا تلك الدول باسترداده لأنها تعيش عليه وتنعم بخيره إذاً ما هذا الذي نفعله بأنفسنا نقوم بدعم العدو الذي يريد هلاكنا إنه الإرهاب الأخطر ويا ليتنا نعي ونتعلم قبل فوات الأوان ؟

[img][/img]