التوعية الإرشادية الشاملة لصلاح الفرد والمجتمع
لكي يتعود الفرد على السلوك الإيجابي لصلاح نفسه وصلاح المجتمع ويعود ذلك بالنفع على وطنه يجب أن يتم توعيته منذ النشأة الأولى بالسلوك الذي يجب أن يفعله ويتبعه ويتقيد به في محل سكنه وفي الحي الذي يتبعه ومع جيرانه وفي مدرسته ومع زملائه ومع معلميه وفي عمله ومع قياداته وفي الشارع وعند انتقاله من مكان إلى آخر ، وذلك بالتوعية الإرشادية اللازمة والواجبة لكي يكون الفرد إيجابي أخلاقياً واجتماعياً وصحياً وثقافياً وتعليمياً وتنموياً ومرورياً وبيئياً وإبداعياً ونبدأ أولاً
بالتوعية الأخلاقية وهي أن يتعلم الفرد إتباع الخلق الحسن منذ نشأته الأولى أي منذ الصغر خلقاً دينياً مترفعاً عن كل السلبيات الأخلاقية باحترام والديه ومعلمه ومن يكبره سناً واحترام الغير واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الغير وعدم الضرر بها والقيم الأخلاقية تعتبر التوعية الرئيسية والأساسية لبناء الفرد بناءاً خلقياً انضباطياً حسناً ،
ثانياً التوعية الاجتماعية وهي كيفية تأهيل الفرد على التعامل الإيجابي مع من حوله داخل بيته أو خارجه وتبصيره وإكسابه الخبرة وفاعليته من خلال مشاركته الفعالة في المجتمع مما يساعد على نهوض الوطن وتحسين صورته أمام الأمم الأخرى داخلياً وخارجياً ، ثالثاً التوعية
الصحية وتعتبر من الركائز والأساسيات المهمة لبناء فرد سليم صحياً وبدنياً وعقلياً لتحقيق التكامل البدني والنفسي والعقلي والاجتماعي عملاً بالحكمة التي تقول العقل السليم في الجسم السليم لذلك يجب توعية الفرد صحياً للوقاية من الأمراض وإتباع النظم العلاجية بالتحصين منذ الشهر الأول من ولادته ضد الأمراض المختلفة حتى بلوغه وتوعيته بالنظافة الشخصية والغذائية والبيئية تبدأ بنظافة الفرد لنفسه ثم لمسكنه ثم للحي الذي يسكنه ومن هنا تكتمل المنظومة الصحية للمجتمع ككل ، رابعاً التوعية
الثقافية وتعتبر هذه التوعية من المؤثرات بشكل فعال على بناء الفرد في نشأته فكرياً وتربوياً ولغوياً لأن ثقافة الفرد تحصنه ضد الوقوع في السلبيات أو المشاكل المجتمعية لأن الجهل أكبر عدو للفرد يجعله عرضة للتلاعب بعقله والتأثير عليه مما يعرضه للمشاكل في مجتمعه أو خارجه لذلك التوعية الثقافية تعتبر الحصن الواقي للفرد من كل الأخطار التي يمكن أن تحدق به وتعوده على احترام الثقافات الأخرى والقدرة على التفكير وموازنة الأمور والعمل بحكمة وركيزة واعية تأخذه وتدفعه إلى الأفضل ،
خامساً التوعية التعليمية ويعتبر التعليم هو الركيزة المهمة في بناء المجتمع وتقدمه والتعليم مجالاته عديدة وتبدأ مع الفرد منذ صغره إلى أن يصبح فرد له تخصص وفائدة تعود عليه وعلى مجتمعه ووطنه بالخير والصلاح والتقدم والرقي ولابد من إتباع أحدث النظم في التعليم من حيث ما انتهى عنده الآخرين ليلحق بغيره من سكان البلدان الأخرى المتحضرة والمتقدمة ،
سادساً التوعية التنموية وهي توعية للتطور حول التوعية المستدامة للتحديث والإنشاء والتطور لمواكبة وتوفير ما يحتاجه المجتمع في كل المجالات وفي كل فترة يمر بها طبقاً لحاجته ومتطلباته وأهدافه في الحاضر والمستقبل وطبقاً لما وصلت إليه النظم العالمية من تطوير في شتى المجالات التنموية المستدامة
سابعاً التوعية المرورية وهي كيفية توعية وإتباع وإرشاد الفرد على احترام القوانين واللوائح والتعليمات المرورية وإتباع وسائل الأمان لسهولة الانتقال والحركة وعدم خلق أزمات مرورية تعيق الغير وتؤدي إلى مخاطر تضر بالفرد والمجتمع لضمان سلامة الأفراد من الإصابات والحوادث التي تسبب الإعاقة أو الموت في الكثير من الأحيان كما يتم توعيته على الالتزام بقواعد المرور عند سماع صوت عربة الإسعاف أو الإطفاء أو الشرطة لتسهيل حركتها وعملها بالسماح لها بالمرور السريع للإنقاذ وتنفيذ الواجب
ثامناً التوعية البيئية هي توعية الفرد وإدراكه بأهمية المحافظة على البيئة ومكوناتها بمنع تلوثها وترشيد استخدام مواردها والتصدي للمخاطر التي قد تتعرض لها وإتباع التعليمات التي تؤدي إلى تنفيذ ذلك من أجل صحة وسلامة الفرد والمجتمع وضمان سلامة الحياة للأجيال في الحاضر والمستقبل وطرق وكيفية معالجة المخلفات وإعادة تصنيعها للاستفادة منها مرة أخرى بطرق سليمة آمنة وإنشاء المساحات الخضراء التي تمد الفرد بما يحتاجه من الأكسجين والتي تساعد على التجميل والإحساس بالحياة والطبيعة ،
تاسعاً التوعية الإبداعية وهي توعية الفرد وتهيئة المناخ اللازم له للإبداع الفكري في شتى المجالات لتقدم المجتمع فكرياً وصناعياً واجتماعياً وسياسياً وعلمياً وعسكرياً من خلال الابتكار والاختراع والتطوير والتقليل من الواردات والإكثار من الصادرات وزيادة مجالات التصنيع بما يعود على الوطن بزيادة موارده المالية والاقتصادية التنموية اللازمة لتوفير حاجته ومتطلباته المختلفة وخلق فرص عمل عديدة ومختلفة
عاشراً التوعية التنافسية وهي توعية الغرض منها خلق حالة تنافسية بين الأفراد لزيادة الحماسة والتشجيع على الاجتهاد في الفكر والعمل مما يزيد من فرص التطوير والابتكار والإبداع والوصول إلى أفضل الطرق الممكنة للوصول إلى أفضل وأجود ما يمكن عمله أو تصنيعه أو تنفيذه طبقاً لمتطلبات العصر ، تلك هي التوعية الشاملة لصلاح الفرد والمجتمع صلاحاً إيجابياً وخلق بيئة سليمة لحياة الإنسان أينما كان .
كتبها الشاعر / جمال عبد القادر